ليس كل مايعرض يشاهد

كان أهل الأهواء من المنافقين والليبراليين يناقشون مسائل فقهية باسم الخلاف الفقهي مثل الموسيقى والحجاب وصلاة الجماعة ، كأنهم يحترمون الفقه والشرع وأنهم يستندون لخلاف الفقهاء ، فلما تجاوزوا تلك المرحلة كشروا عن دواخلهم وإذا بهم يعلنون الإلحاد ويدعون الناس له وأنه خيار أمام الناس .﴿ هُمُ العَدُوُّ فَاحذَرهُم قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ﴾ [المنافقون: ٤] ﴿إِن يَثقَفوكُم يَكونوا لَكُم أَعداءً وَيَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَوَدّوا لَو تَكفُرونَ﴾ [الممتحنة: ٢]
 الملاحظ في أغلب اللقاءات التلفزيونية أنها منابر لبث الشبهات، وإغواء الشباب المسلم، وخلط المفاهيم، ونسف المبادئ الشرعية؛ وإن تزخرفت عناوينُها، أو تلمّع مقدموها..
ولذا يُنصح بالبعد عن متابعتها. فقد تغرس في قلب عبدٍ شبهةً في دينه يصعب عليه الخلاص منها.
يروق لبعض الشباب متابعة اللقاءات (الإثارية)، وتتبع أخبارها، والخوض فيها، والمشاركة في تصويبها أو تخطئتها، ويطربُ لكل برنامجٍ يطفوا على السطح، فلا يفوّت منه لحظةً واحدة. وما علم أن ضياع دينه، أو اهتزاز مبادئه ومسلّماته قد يبدأ من هذا..
فكثيرٌ منها تحكي مواقف وأحداثاً وأحكاماً يحارُ في الحكم عليها بعض العلماء، فكيف بالعامة.
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالنأي والبعد عن الدجال فقال:(من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) وفيه وجوب البُعد عن كل ما يخشى منه الفتنة، والشُبهة.
وأوجب الله مفارقة مجالس الخائضين في آيات الله، والمستهزئين بها بقوله: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره )  وقوله: (وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذا مِّثۡلُهُمۡۗ...).

 يقول الحسن البصري: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم).
وكان ابن طاووس جالساً، فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم، فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: أيْ بنيَّ أدخل أصبعيك في أذنيك، و اشدد لا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف.
 ومن هذه المجالس المنهيُّ عن ورودها، أو متابعتها: اللقاءات التلفزيونية التي يعلو فيها صوت الباطل، ويُتخوّض فيها في دين الله، وتُلاك فيها أعراض العلماء وأهل الصلاح، من غير نكيرٍ ولا بيانٍ للحق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ميزان الصلاة

سيأتي أبي

وصايا للمعلمين