نصيحة لأصحاب الهواتف الذكية

كتب أحدُ طلبة العِلم الفضَلاء في فائدة عجيبة فتح بها الله تعالى عليه ؛ وفيها يقول :

( هل تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابةَ - رضي الله عنهم - وهم في حال الإحرام - والمُحرم بالحج أو العمرة يحرُم عليه الصيد - ؛ إبتلاهم الله بأن الصيدَ اقترب منهم حتى إن أحدهم يستطيع أن يصيده بيده دون استخدام آلةٍ للصيد ! .

إقرأ قولَه تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُعَذَابٌ أَلِيمٌ)
وفي خلوتك لا يغرنك صمتُ أعضائـك ، فـإن لهـا يـومـاً تتكلـم فـيـه : ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

تأمل جيداً قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم " ..

فالله المستعان ..
يقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام : سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب؛ فوجدتها هرَّة!

الله أقرب!

ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار "مراقبة الله". فمن هدم الجدار؛ فقد تجرَّأ ! وما أقبح الجرأة على الله !

قال بعض السلف: لا تكن ولياً لله في الظاهر؛ عدواً لله في الباطن.

الجوالات مثل الصناديق  إما:حسنات جاريه  أو سيئات جاريه

خذوا حذركم من ذنوب الخلوات وخاصة مع الجوالات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس ؛فإنه يطعن في خاصرة الثبات وعليكم بعبادة السر فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات. فإذا أردت الثبات حتى الممات؛ فعليك بالمراقبة في الخلوات. قال ابن القيم:  ذنوب الخلوات سبب للانتكاسات.

 أما يوم القيامة  فعن ثوبان قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﻷﻋﻠﻤﻦ ﺃﻗﻮاﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺤﺴﻨﺎﺕ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻬﺎﻣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻫﺒﺎء ﻣﻨﺜﻮﺭا  ﻗﺎﻝ ﺛﻮﺑﺎﻥ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺟﻠﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﺇﺧﻮاﻧﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻜﻢ ﻭﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬﻭﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﻗﻮاﻡ ﺇﺫا ﺧﻠﻮا ﺑﻤﺤﺎﺭﻡ اﻟﻠﻪ اﻧﺘﻬﻜﻮها رواه ابن ماجة

أيها الحبيب ..إن كان الناس يراقبون ظاهرك فالله تعالى يراقب ظاهرك وباطنك (والله يعلم ماتسرون وما تعلنون)

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك 
اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلانية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ميزان الصلاة

سيأتي أبي

وصايا للمعلمين